الرضاعة الطبيعية
كل يوم الإنسان بيتعلم وبيعرف حاجات جديدة سواء من قراءاته أو من الناس اللى بيقعد معاهم.
بعد كتابة المقال السابق عن الرضاعة بحوالى شهرين، قابلت دكتورة حنان شلبى مستشارة الرضاعة الدولية،
وقعدنا نتكلم كتير عن الموضوع ده.. بحكم شغلى كمحررة فى مجال الأم والطفل. بصراحة بعد قعدتنا وبعد
كم المقالات الكبير اللى قرأته، معلوماتى تطورت جدًا عن الموضوع وأخذت قرارات مهمة فى حياتى.
منها على سبيل المثال إنى قررت أأخر موعد فطام أطفالى التوأم. ما أخبيش عليكم فى الأول
كنت عايزة أفطم التوأم بعد ما يكملوا ست سبع شهور ويبدأوا ياكلوا، لكن بعد المعلومات الكتيرة اللى
عرفتها قررت إنى أأخر قرار الفطام ده على قد ما ربنا يقدرنى خصوصًا وإنى بنصح الستات يتمسكوا بالرضاعة الطبيعية.
دكتورة حنان لفتت نظرى لحاجات مهمة عن اللبن الصناعى والببرونات والتيتينات،
وإزاى الإعلانات فى المجلات والمواقع بتبقى موجهة لعمل غسل مخ لللأم أو اعطائها رسائل خفية..
وده إللى بيسموه فى فن الدعاية والإعلان Subliminal messages. يعنى مثلًا كان معايا
مجلة أجنبية وأنا رايحة أقابلها مكتوب فيها مقال عن الرضاعة الطبيعية وكان عنوانه
(خمس أسباب عشان تحاولى ترضعى طبيعى) وطبعًا العنوان-زى ما هى لفتت نظرى- بيديكى رسالة خفية
إنك مفيش مانع تحاولى تجربى الرضاعة الطبيعية، لكن أكيد عمر ما عنوان زى ده هيحسسك إنها شىء أساسى ومصيرى.
جنب العنوان ده بقى كان فيه إعلان عن ببرونة مكتوب فيه إن حلمة الببرونة دى هتحسس مولودك وكأنه
بيرضع منك بالظبط وده لأنها زى الثدى بالظبط، ودى رسالة تانية خفية.. إنه لو على الإحساس بالراحة
ما تقلقيش الببرونة دى هتحسسه بكدة.. الحاجات دى كلها لفتت نظرى إن المنظومة التجارية كلها بتزقك بكل
قوتها إنك تبطلى رضاعة طبيعية عشان يعرفوا يكسبوا من وراكى فلوس.
بعد الإجتماع ده قعدت كذا يوم أقرأ بشكل مكثف عن مصادر موثوق فيها ملهاش علاقة
بالجو التجارى ده، وكان المصدر الأهم هو موقع منظمة الصحة العالمية اللى بينصح إن الأم ما
تطعمش مولودها أى حاجة غير لبنها الطبيعى فى أول ست شهور ولا حتى المية حتى لو الجو حار،
وإنما ترضعى طفلك كل ما يطلب أو كل ما تحسى إنه عطشان.
بعد ما عرفت من أحد الإحصائيات إنه 29% بس من الأمهات بيرضعوا أطفالهم اللى أقل
من 6 شهور لبن الأم بشكل حصرى فى مصر، قررت إنى لازم أعمل حاجة ولازم الناس تستفيد منها
زى ما أنا إستفدت، وأول حاجة علمتها إنى تطوعت مع اليونيسيف فى حملتهم عن التغذية وخصوصا
الرضاعة الطبيعية وإتصورت بوستر توعوى..أول ما يبعتوهولى هوريهولكم.
إحنا فعًلا محتاجين نقرأ ونسمع أكتر.. ومهما قرينا وسمعنا هيفضل فيه كل يوم شيئ جديد بنتعلمه وإحنا بنربى ولادنا.
*هذه المقالات تعكس وجهة نظر الكاتبة وهدفها نقل الخبرات الشخصية مع الأمومة. ننصح كل أم أن تأخذ ما يناسبها
فقط وتستشير طبيبها الخاص فى الأمور الطبية.